• ×

التقينا بعديد من ممثلي المؤسسات السياسية والمدنية والبحثية، وشرحنا الوضع الحالي للازمة اليمنية إنسانيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا

من أجل السلام

التعليقات المعتمدة : 0 تعليقات | : 374 مشاهدة
من أجل السلام
برلين - ألمانيا الاتحادية 
من أجل السلام
في مايو 1945 بدت برلين عند سقوطها كومة تراب كنتيجة طبيعية لدوامة معارك كبرى جلبتها سياسات الرايخ الثالث، وفي السابع من نفس الشهر وقع ممثلي القيادة العليا للفيرماخت وثيقة قانونية تم بموجبها إعلان الهدنة وإنهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا. وتقبلت المانيا كما اليابان الانخراط طوعا في فروض نزع السلاح كمدخل لعصر جديد يطوي صفحات الحروب وانهار الدماء .. وبعد أكثر من نصف قرن من البناء والانغماس في الاقتصاد، باتت برلين اليوم من أكبر مدن أوربا والعالم، وأصبحت مركزا ثقافيا وفنيا يشار له بالبنان.باختصار هذه هي قصة برلين من الحرب والدمار إلى قمة أوربا. يوم أن سلكت طريق السلام.

في زيارتنا لها اجتهدنا للاستفادة منها وحث العديد من الجهات المدنية والإنسانية بالوقوف مع بلادنا في ظروفها هذه، وحرصنا على لقاء عدد من الشرائح اليمنية المتواجدة فيها، لمناقشة أحوال بلادنا وما يمكن تقديمه بصورة مشتركة لإنهاء الحرب وإحلال السلام مستفيدين من كل الدروس الماضية.

وقد التقينا بعديد من ممثلي المؤسسات السياسية والمدنية والبحثية، وشرحنا الوضع الحالي للازمة اليمنية إنسانيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وأوضحنا جذورها وابعادها محليا واقليميا ودوليا، وأشرنا للدور الإيجابي لدول تحالف دعم الشرعية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، ومساهمتهم الكبيرة في مجال الاغاثة وتحسين الخدمات للمواطنين في المناطق المحررة، والنجاحات التي تحققت على صعيد مكافحة الإرهاب، واستعرضت تجربة تحرير المكلا من عناصر القاعدة كأنموذج. كما تطرقنا مع الجانب الالماني الى الاهمية القصوى لوقف الحرب ودعم جهود المبعوث الاممي السيد اسماعيل ولد الشيخ في هذا السياق. واتفقت رؤانا على ضرورة عودة المؤسسات الالمانية للعمل وتفعيل دورها في دعم جهود بناء السلام في اليمن والاستفادة من تجاربها وخبراتها في إعادة الإعمار بعد الحروب. والتقينا بأبناء الوطن المقيمين في ألمانيا، أولئك الذين يقفون اليوم عند منعطف من التاريخ بانتظار الإفراج عن مستقبل وطنهم المختطف في زنازين الشمولية والفساد، ملايين من الشباب المتعلم في الداخل والخارج على السواء ينتظرون دورهم للعبور بوطنهم وأسرهم ومستقبلهم إلى عالم أوسع من قوقعة السياسة، ويتألمون لوطن وأجياله بات مرهون لتسوية تحاصص غير منطقية، بينما يتهالك الوطن نتيجة نزوات النخب التي ترى النصر الحقيقي هو انتصارها لا الانتصار للوطن بكل أبنائه ورفع شبح الحرب والمعاناة المتفاقمة، وتقديم ما يمكن تقديمه من أجل تلك الغاية السامية.