برلين - المانيا الاتحادية كنت حريص على لقاء الطلاب والمبتعثين اليمنيين في ألمانيا وحصل ذلك فعلا في العاصمة الألمانية برلين، حيث كان لقاء مستفيض ناقشنا من خلاله جميع وجهات النظر تجاه الأحداث التي مرت بها بلادنا بكل شفافية ووضوح، وعلى الرغم من إيجابية اللقاء الذي جمعنا بهذه الشريحة المهمة من أبناء اليمن وجمعهم ببعضهم أيضا، إلا أن حالة تباين وجهات نظرهم وقراءاتهم المختلفة للأوضاع أثرت بصورة سلبية على لحمتهم ووحدة صفهم، وهو مؤشر سيئ الدلالة يشير بحجم التأثير السلبي البالغ الذي عكسته الأحداث في الداخل على جميع أبناء الوطن في مختلف بلدان العالم، وهو أمر مؤلم للغاية.
حب هذا الوطن والقلق على مستقبله حري به أن يكون عامل مهم لتوحيد العمل حسا وذهنا من أجل تجاوز هذه الظروف الصعبة، ومهم لكل الجاليات اليمنية في مختلف البلدان والنخب في مجالاتها أن تنشط وتشكل جماعات ضغط واعية لإخراج البلاد من نفق المعاناة والدولة المختطفة.
رسالتنا لهم كانت الاستفادة من الماضي القريب الذي أنتج لنا هذه المآسي وأعاق الوصول إلى المستقبل الذي نطمح إليه ونستحقه في نفس الوقت، ولكن من المؤسف أن أجيال اليوم باتت عرضة للضخ الإعلامي المشوه بفعل وسائل التواصل الاجتماعي والتشويش المتعمد من قبل عدد من المطابخ الإعلامية التي تحترق لخدمة الفرد ومكوناتها والمصلحة القاصرة لا خدمة الحقيقة والوطن.. وسعيها لمحاربة الصدق وأنصاره، وهو الأمر الذي يدفع المتلقي للقلق بدلا من القيام بشئ مفيد.
من يستحق الاعتذار ورد الاعتبار هو أنتم أيها الشعب الكريم، ليس احد من أولئك الذين زرعوا بذور الشقاق والصراع وحصدوه .
مع كل هذه التحديات فإن أملنا في الله كبير ويجب أن يكون كذلك، ثم في كل المخلصين لهذا الوطن وفي مقدمتهم شريحة الطلاب والمبتعثين الذي نعول عليهم كثيرا.. لا تدعو مجالا للإنقسام فيما بينكم ولا تقفوا إلا تحت راية الوطن فحسب.
سيتعافى هذا الوطن أن كنتم يدا واحدة تمتد نحوه
حين تنشغلون بالعمل من اجله
حين يكون بقعة ضوء تجتمعون حولها
نجاح كل واحد منكم لبنة راسخة في اساسه
لذا أرفعوا الأمل والعمل، وسترون ثمرة حسن صنيعكم.
حفظكم الله
وحفظ الوطن بكم