من كان يتصور أن محافظة الحديدة بكل مقوماتها الطبيعية والسياحية ومواردها التي تفي حاجة نصف الوطن، وبإنسانها العصامي المكافح وأهلها الأرق أفئدة، أن تعوزها الحاجة ذات اليوم !
تهامة السهل والجبل، ومآذن زبيد والجزر الفريدة، والساحل الساحر، تخطفتها أيادي النهب المنظم في ظل غياب الدولة وقبل ذلك وبفعل الوصاية على خيراتها.
نعم، الحديدة واحد من المحافظات العديدة التي لم تنل حظها من مواردها ولو منقوصا، ولم ينعكس خيرها على ساكنيها ومدنها ومرافقها الأساسية، لكن أن يصل الحال بأهلها إلى هذا المستوى من المعاناة فهي الجريمة الإنسانية والأخلاقية بعينها!
لقد حان الوقت ليدرك أهل الحديدة أن عليهم أن يكونوا أكثر قوة ووحدة، وأن يشيروا بوضوح لأيادي السوء المتورطة في التطاول على خيرات وثروات المحافظة.. وعلينا جميعا مساعدتهم والوقوف معهم في الوصول إلى ذلك.
الشعور بالألم والشفقة تجاه أبناء تهامة لم يعد يكفي.. بل علينا العمل لتمكينهم من حقوقهم، وهي مسؤولية مشتركة على الدولة والشعب معا.
فالحديدة بإنسانها العصامي الصادق الأمين.. تستطيع أن تقف على قدميها مجددا، وكلنا معهم بكل ما نستطيع.