• ×

كأنه الأمس الذي نتغنى فيه بالعيد داخل أوطاننا

التعليقات المعتمدة : 0 تعليقات | : 450 مشاهدة
كأنه الأمس الذي نتغنى فيه بالعيد داخل أوطاننا
 
كأنه الأمس الذي نتغنى فيه بالعيد داخل أوطاننا وتنشد الطفولة البريئة لحن السلام ليعم كل الأرجاء..
بين الأمس واليوم أثخن الوطن العربي بجروح عميقة وكان لوطننا الحبيب نصيب منها، رغم ذلك كله سوف تتجه الأنظار في لحظات إيمانية صوب المشاعر المقدسة في مكة المكرمة ومنى وعرفات الله الطاهرة لتشاهد الملايين وهي تلبي نداء الحق في فريضة الحج.
كم نحن في أمس الحاجة لاستذكار خطبة الوداع لرسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا" إلى آخر ما قال عليه الصلاة والسلام .

هي مناسبة غالية على القلوب تحل علينا لنتوجه فيها الى عموم شعبنا الكريم، من كل المحافظات بدون أي تمييز سياسي أو جهوي او طائفي يفرقنا، وإلى كل الشعوب العربية والاسلامية، بالتهنئة والمباركة سائلين المولى جل وعلى أن ينعم علينا بالسلام.. ذلك السلام المنشود الذي بات حبيس التجاذبات الأنانية، وتغييب مفهوم المصلحة العامة لحساب مصالح ضيقة بعيدة تماما عن المعاني الوطنية والاسلامية.

أوطاننا العربية مكلومة، من العراق شرقا وليبيا غربا وسوريا شمالا واليمن جنوبا. انسداد الافق السياسي يحكم قبضته فيرهن مستقبل الأجيال، بينما تزدحم طاولة المفاوضات بالأنانية المفرطة ليهوي مستقبل شعوب لا يعنيها من هواجس النخب السياسية شيء آخر غير السلام المفقود جراء التدافع المستدام على السلطة.

يمنياً سينقضي العيد ، وسيعود المفاوض الى الطاولة التي دعت لها مؤخرا المؤسسة الأممية، ولكن هل سيحمل معه شيئا من روح العيد بكل ما اشتملته من روحانيات وتسامح، لتبدد واقع سياسي مظلم ؟! وهل ما سُـفك من دماء الوطن يكفي لإقناع أولئك المتدافعين على تحاصص الحكم بلا اكتراث للمواطن والوطن وقضاياه السياسية الملحة ؟
تلك في الحقيقة تساؤلات أو مفاهيم يتعثر عندها حلم اليمنيون بالانتقال من معركة الصراع على السلطة الى معركة البناء والتنمية وترميم نسيج المجتمع وجبر النفوس والضرر.

في اليمن وسوريا والعراق وليبيا باتت الحاجة ماسة لمراجعة شاملة، لنعي أن ما آل اليه الوضع، هو نتيجة بالغة القسوة للسياسات الأنانية وأجندات الفوضى التي تسللت إلى مجتمعاتنا نتيجة لضعف مؤسسات الدولة.
ختاما أدعوا الجميع للاحتكام لصوت العقل، والتقدم خطوات نحو حل النزاع في أطار شامل، وفقاً للمرجعيات الوطنية والاقليمية والدولية، ولو كان ذلك في مقابل تقديم بعض التنازلات لأجل وطن يستحق منا ذلك، فإطالة أمد الصراع لا يخدم أحد، وسيضاعف من تعقيد المهمة مستقبلا.

ولا بد من خطوات صادقه تفسح المجال أمام المؤسسة الإقليمية ممثلة بمجلس التعاون الخليجي، والمؤسسة الأممية، لتمكينها من بذل المساعي لمعالجة وحلحلة القضية وصولا الى وضع سياسي وأمني أفضل،يقنع المجتمع الدولي والأقليمي بأن الفرصة أصبحت متاحة لمساعدتنا في بناء مؤسساتنا وتطبيب جراح مجتمعنا وإعادة إعمار ما خلفّه الصراع. فالمسؤولية اليوم تقع علي عاتقنا جميعا فهل نعي حجم الأمانه ونكون في حجم هذا الوطن الكبير؟