منظمات المجتمع المدني تلك اللوحة الجميلة في المحيط التواق دوما إلى السلام والاستقرار، والسباق إلى بناء وتطوير مدينته في ظل ظروف الحرب والسلم، أنموذجا مصغرا من لقاء عملي جمعنا اليوم مع مجموعة من قيادات المنظمات المدنية بعدن في اتجاه تطوير المشروعات المجتمعية والنهوض بها ودعمها في إطار الشراكة الحقيقية بين منظمات المجتمع المدني بالمحافظة.
ظروف الوطن الاستثنائية تجعلنا في أمس الحاجة لتكاتف وتظافر جهود الجميع، فكل أطراف المجتمع مسؤولة لتجاوز التحديات الراهنة ، وإن عظمت .
ونتيجة لما أفرزته مجريات أحداث الحرب الأخيرة من فراغ كبير، عندما غامر مراهقي مليشيات الحوثي وصالح اختطاف الدولة، نهضت الكثير من منظمات المجتمع المدني، لتسد ذلك الفراغ، وكانت خير ممثل وشريك للدولة لتوفير المعونات الإغاثية لكافة المديريات.
دور كبير ومهم للغاية لا ينكره أحد لمنظمات المجتمع المدني والتي بفضلها استطاعت عدن الحبيبة العودة مبكرا والتشافي سريعا من ضربات الغادرين، فنحن نقدر ذلك الحس الوطني العالي الذي تمتعوا به معظم المنظمات المدنية وساهموا بشكل ملموس في بث روح التفاؤل والأمل والمضي معا يدا بيد نحو التنمية والعمل.
لقاؤنا اليوم بمجموعة من قيادات منظمات المجتمع المدني لم يكن تقليديا، فتبادل الأفكار والآراء المتميزة في بعدها التنموي والتطويري لهذه المدينة، اكسبنا الخروج بنتائج تثلج الصدر، فلقد تم الاتفاق على اختيار مجموعة من القيادات الشابة لتكون فريقا تنسيقيا يعمل من أجل تيسير انعقاد ورشة عمل جامعة لكل المنظمات المدنية في عدن برعاية حكومية لكي نساهم في دراسة وتحليل واقع عمل المنظمات، والهدف منها دراسة وتحليل واقع عمل منظمات المجتمع المدني في والاحتياجات المطلوبة في المرحلة الراهنة، فما أحوجنا إلى أن يساهم الجميع صغيرا وكبيرا في النهوض بمجتمعه والانتماء الحقيقي إليه ليكون مكانا آمنا ينعم فيه أجيال المستقبل.
الوطن يحتاجنا جميعا، كلنا شركاء في البناء والتنمية، ولتلتقي وترتقي كل الأفكار الصغيرة لتكون مشروعا يستفيد منه الجميع، ولتتحد النوايا الحسنة لتكون قوة إيجابية نحطم بها كل المعوقات والحواجز، ولتجتمع سواعد الشباب لبناء وطن يعتز بأبنائه ويفخر بهم.
التجارب العملية الناجحة سوف نسعى بإذن الله لنقلها إلى كافة المحافظات فبلادنا زاخرة زاهية بخيرة شبابها المخلصين.