ما بين الأمس واليوم تغير الحال والمآل وأصبحنا نتأمل وطنا مستقرا وآمنا ينعم فيه أبناءنا بواقع أفضل ..
لعلي تذكرت أياما خلت من العام الماضي وأكتب خاطرة بسيطة للحظات فارقة في حياة الأوطان وفي حياتنا الشخصية.. عندما تعود بنا الذاكرة إلى يوم السادس عشر من مارس 2015م، رفعت الإقامة الجبرية عنا وعدد من زملائي في الحكومة، جهود مشتركة بذلت ما بوسعها لنكون خارج أسوار الإقامة الجبرية، رغم أن الشرط الذي أملاه الحوثيون أو ما يعرفون حينها بأنصار الله بعدم الذهاب إلى عدن ومغادرة الوطن وعدم ممارسة أي عمل سياسي فإنني آثرت زيارة والدتي بحضرموت ومنها إلى الخارج للقاء أسرتي، وقلت حينها ومن مطار المكلا: "إنني سأعود لممارسة العمل الوطني وسألبي نداء بلدي حينما أدعى إلى ذلك" .
كانت أيام شاقة وفريدة في ذات الوقت، لم يتخلى عنا الوطن والشرفاء من أبنائه، أتى إلينا جميع من نعتز بوقوفهم إلى جانبنا، الشباب والمرأة والطفل، السياسيون والمثقفون وأرباب الإعلام، كل الأطياف حضرت وشعرنا حينها ومازلنا بفخر واعتزاز بمن كانت ألسنتهم تلهج بالدعاء لسلامة الوطن واستقراره، ليت من سعى إلى خراب الوطن وسمع آمال وطموحات من حضروا وقتها أعتبر وأتعظ، ولكنه لم يفعل بل واصل "مسيرة التدمير" وأوصلنا الحال والمآل إلى ما نحن فيه.
لم تشهد الدولة في تاريخها أياما كتلك التي خلت ومازالت تعاني من آثارها حتى اليوم.
الكتابة عن تجربة اختطاف الوطن سُتفرد لها بعض صفحات المذكرات مستقبلا وسيعرف الجيل كيف تقدم المليشيات دوما في خراب الأوطان العامرة بثروة الإنسان.
#تحت_الإقامة_الجبرية