الشباب "ثروة وثورة"، بهذه الجملة العميقة، اختصر المفكر اللبناني ميخائيل نعيمة، أهمية دور الشباب في المجتمعات، فهم قادة المستقبل بقوة آرائهم ونضجهم، التي تدفع عجلة التنمية إلى الأمام، فبالعلم والعمل يرتقوا، ويكونوا أكثر انتاجا وعطاء وبناء، ويصبحوا قادة رأي عام إيجابي يؤثروا في مختلف شرائح المجتمع، فطوبى لوطن يمتلك هذه الثروة الحقيقية التي لا تنضب.
وللأسف، عادة ما يسهل خداع الشباب لأنهم بطبيعتهم يستعجلون الأمل، فلا شيء يصعب أمامهم للوصول إلى طموحهم، ولو بانحراف المسار والاتجاه صوب أنفاق ملتوية مظلمة، فحينها كل شيء يهون لتحقيق غاية مبهمة، وما أكثر عوامل الانحراف، وإن كان أخطرها، تفخيخ العقول، وتلغيم الفهوم، الذي يستهدف شبابنا، ويجرهم بخبث ومكر نحو عالم موحش، يستباح فيه كل شيء، وينتهك الانسانية، ويجرد الشباب حينها عن كل معنى جميل في حياتهم، ويحولهم أدوات منفذة لمشاريع تنخر في الوطن، وتحطم أقوى دعائمه.
القادم ينتظر منا بذل المزيد، والمسئولية تقع على عواتقنا جميعا، ونحن نبحر بسفينة الوطن في هذه الظروف الاستثنائية، يجب أن نلتف حول شبابنا، وأن ننتشلهم مما هم فيه، وأن نساعدهم بأن يكونوا أيادي بناء ونهضة، بدلا من الهدم والتدمير، بلدنا يحتاجكم، فأنتم سواعده، وأنتم عماده.