تمام العام مرّ على عودتنا الأولى لها، وهي أشبه بمدينة أشباح شبه خالية من الحياة، وهاهي اليوم تتماثل للشفاء، وقد عاد إليها غالبية أهلها الذي نزحوا إلى خارجها. عمل الجميع بصدق وتفان، وبجهود كبيرة بذلتها سلطتها المحلية، ودعم ومساندة من مختلف دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والأكثر من ذلك منظمات المجتمع المدني التي كانت رمزا للعمل التطوعي والخيري، وعملنا على استيعاب الكثير من أبناء المقاومة في مؤسسات الدولة العسكرية المختلفة، كما تم رفع القواعد من الصفر لمنظومة أمنية متماسكة، واستيعاب مايقارب 3000 طالب في جامعة عدن.
تم معالجة أكثر من "3000" من المصابين وجرحى الحرب في الخارج، وتقديم العلاج لأكثر من سبعة وعشرين ألف "27000" في الداخل، والعمل على إعادة مئات النازحين من خارج الجمهورية وعودتهم إلى اليمن.
شهدت مختلف القطاعات الخدمية إعادة التأهيل( المياه، الكهرباء، الاتصالات، الطرق وغيرها ) ،واستعادت المحافظة بعض من ملامحها.
تم إعادة افتتاح مستشفيات المدينة وإعادة ترميم المدارس وفتح المطار والميناء، مع اعترافنا الدائم بأن الطموح أكبر من كل ما تحقق بكثير، لكن علينا أن ننظر بأمل راسخ يستند إلى ما تم انجازه على الرغم من كل التحديات والمصاعب.
رمزية عدن تنسحب على مختلف المحافظات، وكل من يسعى لاستهدافها بتطرف وإستقصادها بالفوضى سيقع في شر أعماله في القريب العاجل، ومن تلطخت يده بدم الأبرياء فيها أو غيرها سيحفظ التأريخ كل ذلك وسيحاكمه الشعب.
كما قلنا سالفا بأن الخيار الأمثل لترسيخ الشرعية هو عودتها بكامل قوامها إلى الداخل، من رأس الهرم إلى آخر منتسبيها، فلا عذر اليوم لبقائها في الخارج في ظل تحرير غالبية الأرض اليمنية، فعدم تواجدها على الأرض في الداخل يضعفها يوما بعد الآخر.
ونحن نتحدث عن عدن نتحدث عن تحدٍ كبير يجب أن نكسبه جميعا، نكسبه بشبابنا، بمؤسسات مجتمعنا المدني ، بحبنا وتكاتفنا من أجلها، ونحن على يقين اليقين بأن كل يوم نلمس فيه تغيرا نحو الأفضل بإذن الله.
ختاما.. الرحمة للواء الشهيد جعفر محمد سعد محافظ عدن السابق الرحمة لقائد المنطقة الرابعة اللواء الشهيد علي ناصر هادي الرحمة لقوافل الشهداء جميعا.. والشفاء لكل المصابين والجرحى وحفظ الله بلادنا، وعجّل بتحرير كافة ربوع الوطن.
#وعادت_عدن
#معا_لإنقاذ_الوطن
#بحاح