قف بمديرية وادي دوعن حين تمر بها، واستنطق التأريخ والجبال والوديان فيها واستمع إلى قصص من الكفاح والعصاميّة وحب الأوطان وقائمة كبيرة من الأعلام والرجال الذين يشتد بهم العزم.
يروي تأريخ مدينة الهجرين وأخواتها كيف كان انسانها رمزا للشدّة والبأس، ويحكي حاضرها عن رجالات ونساء انطلقت من هنا فكتبوا اسماءهم في قوائم المجد الحضرمي محليا وخليجيا وعالميا.
كنت سعيد وأنا أزور مدنها وقراها هذه المرّة متخففا من المسؤلية الكبيرة التي تحملناها في ظروف صعبة سابقة، واقتربت من أهلها فأكبرت فيهم العزم والحزم والصلابة، فهم الذين تصدّوا للجماعات المتطرفة وقاتلوهم دفاعا عنا جميعا، وهم الذين يعيشون حياة البساطة والعفّة بعيدا عن ضجيج الحرب والمأساة.
قصدنا أيضا مديرية الضليعة، وجَمَعنا لقاء مع أعيانها ومشائخها..
انها فعلا مُدن مناجم للرجال والنساء، فمنها انطلق رجال الأعمال والقادة في مجلات عدّة، وما زالت حُبلى بالكثير منهم.