يوم جميل بجمال المكان وله في الذكريات مكانة لا تشبها بقعة أخرى، استجمامنا في بحرها النقي عاد بِنَا إلى يوم أن كانت فيه شرمة ثاني ميناء في حضرموت بعد ميناء الشحر، ويوم أن كانت مدينة يسكنها البشر ولا يلحقون بطبيعتها الأذى.
لا يزورها اليوم أحد إلا ويشعر بالحسرة وتذرف عيناه دموعا كدموع سلاحفها الخضراء عندما تذبح بطرقة غير مشروعه وهي تقطع مئات الأميال كي تضع بيضها في ساحل شرمة دون سواه،
حسرة على سنوات الإهمال التي ضاعت معها فرص جمّة من عمر البناء والتطور فالبلاد حباها الله من الكنوز العظيمة ما أن مفاتحها لتنوء بالعصبة.. لكنها دفنت في عصور الأنظمة السياسية البائسة.
الكثير من المشاريع يمكن أن تبصر النور في حضرموت وتحديدا في لؤلؤتها شرمة سيعود ريعها لصالح مدنها المتعددة والبلاد ككل، فما أحوجنا إلى تنمية بعد هدم ونهضة بعد انتكاسه بسواعد ابنائها المخلصين .
شرمة المحمية موطن السلاحف الخضراء نراهن عليها لتكون علامة سياحية فارقة في تأريخ البلاد الحديث متى ما وجدت النوايا الصادقة، كيف لا وقد حظي ساحلها ومحيطها بالأمن والأمان بعد أن أقيمت لحمايتها قوات من ابنائها.