قصر السلطان القعيطي واحدا من معالم المكلا الحاضرة الغائبة في ذهن الواقع المعاش ، تاريخ يحكي فترة سياسية سابقة ومبنى فريد في طرازه المعماري وهندسته التراثية ، أقل الواجب الحفاظ عليه والتعريف بهوية من سكنه وتقديمه كنموذجا للقصور التاريخية في حضرموت .
ما أحوج الأجيال الحالية إلى وعي الحفاظ على الكنوز الحضارية وقراءة التاريخ بكل فصوله دون تشويه أو مبالغة أو تحريف فما يعرض اليوم وبجهود الشباب القائمين على متحف المكلا داخل القصر السلطاني هو نتاج لما أدركه أولئك من قيمة ذلك المكنون الحضاري والعودة إلى جذور الماضي البديع ،فالإهمال الذي طال ذلك المكان وعلى مدى أكثر من ستة عقود جعل من همة الإدارة العامة للآثار والمتاحف أن تتجه بجد واجتهاد من أجل استصلاح وترميم ما تبقى والعمل على إعادة ما فقد من تلك القطع الأثرية .
فليس من الترف السياسي الإهتمام بالآثار بل إعمارها والمحافظة عليها وتجنبيها ويلات الحروب لأنها هوية وبصمة جال زمان الأجداد بها ، فجولة واحدة داخل أروقة القصر السلطاني تعود بنا إلى تلك الحقبة التاريخية والحياة السياسية السائدة آنذاك والرؤية المجتمعية والمشاريع المعتملة داخل كافة المدن التابعة للسلطنة ،والحياة الثقافية والفكرية والأدبية المفقودة في وقتنا الراهن ، وليس حصرا أن نقول ذلك على قصر السلطان القعيطي بل هناك مواطن حضارية في كل ربوع البلاد الحبيبة هي الأخرى مهملة وتكاد أن تندثر .
بحجم الألم برؤية تلك المواطن التاريخية وهي آيلة للسقوط بحجم الأمل في رؤية النشاط الدؤوب للشباب المهتمين بالآثار والشغوفين بالحفاظ عليها ورؤيتها وهي مصانة ومحاطة بالرعاية من قبل كل الجهات والتطلع لبذل المزيد من أجل الوصول إلى العالمية لتوثيق تلك المواقع فعظيم الإمتنان لتلك الجهود وبوركت كل العقليات النيرة في المجتمعات .